❗خاص❗
❗️sadawilaya❗
بقلم علي خيرالله شريف
الكتابة عن أمين عام حزب الله ليست بالأمر السهل. فالحزب الذي أنتجَ مدرسةً من أرقى المدارس في جميعِ مجالات الحياة، عسكرياً وسياسياً وإدارياً وتربوياً واجتماعياً واقتصادياً، ويُعتَبَر رأس الحربة في مواجهة أعتى طواغيت الأرض، هو واسعٌ كسِعَةِ تلك الأرض. وأمينُهُ العام هو رُبَّانُ السفينة التي تخرق عباب مجالات الحياة على كل المستويات. لذلك إن الكتابة عنه هي أمرٌ مُعَقَّدٌ كحالِ تلك الساحات الملتهبة والهائجة والمتشابكة على الدوام.
أطل علينا سماحة الأمين العام لح. الله الشيخ نعيم قاسم عدة مرات منذ وقوع الفاجعة لغاية اليوم. وكان في كل مرة يظهر شامخاً رغم ثقل الحمل، وواضح الرؤية رغم كل البروباغندا والتشويش على امتداد الساحات. وفي كل مرةٍ يوحي سماحتُهُ للمشاهدين والمستمعين والمتابعين، بحكمة القائد وحنكة السياسي المخضرم، وبصلابة الموقف وثبات الخطى. وكل ذلك يجعلنا نرى فيه كُلَّ سِماتِ سماحة السيد الشهيد الأسمى.
لم يأتِ سماحة الشيخ نعيم من بُرجٍ عاجي، ولم يأكل بملعقةٍ ذهبية. بل أتى من وسط معاناة الناس، وأيضاً من بيئة علميةٍ مثقفةٍ وصاحبة بصيرة. وعاش معاناة الناس وتصدى لها وَلِمُسَبِّبيها كما غيرُهُ من رفاقه الأبرار. كان دائماً في مقدمة المسيرة، مُنَظِّراً ومُقَرِّراً ومُنَظِّماً ومُوَجِّهاً وخطيباً ومُحاضِراً وصانِعاً لثقافةِ الوعي. فهو من الذين خطُّوا بأناملهم نهج المسيرة الطويلة، فكراً وسياسةً وأسلوبَ عمل. وهو الذي وَثَّقَ، بالتنسيق مع السيد الشهيد الأسمى وكل القادة الطليعيين، منهج الحزب وتجربتَه ومستقبله. وقدم وثيقةً قَيِّمة لكل من يريد الاطلاع على نهج حزب الله وحاضِرِهِ، ولكل من يريد استشراف مُستَقبَلِهِ ومعرفة الهدف من وجوده. قَدَّمَ ذلك بكل شفافيَّةٍ وموضوعية ورُقي. فأظهر الوجه الحقيقي الـمُشرق للحزب بعيداً عن التشويه والتزييف والتضليل مما تعوَّدَ على بَثِّهِ المأجورون والمتواطئون والمتورطون من الناشطين ضد سيادة بلدنا واستقلاله الحقيقي.
إن ح. الله زاخرٌ بالقادة الكبار، لدرجة أن كل كوادره هم مشاريع قادة حسينيين جهاديين أفذاذ. لا تنقصهم حدة البصيرة ولا الحكمة ولا الكفاءة العالية في كل الميادين. فكيف إذا كان الكادر شخصاً بحجم سماحة الشيخ نعيم قاسم، يجمع كل صفات القيادة والريادة؛ بدماثة أخلاقه، وَحِدَّةِ ذكائِهِ وَسِعَةِ اطِّلاعِهِ وعُمقِ تفكيرِه، وبالعطف والرحمة اللتان يملآن قلبَهُ ويُمَيِّزانِ سُلوكَه.
إنَّ بيئة الم-قا-ومة تعرفُ أن سماحة الشيخ نعيم خير خَلَفٍ لِخَيرِ سَلَف. وبلغت من الوفاء له ما يجعلها تبادِلُهُ وفاءَهُ لها، فتُقَدم الغالي والنفيس لمؤازرتِهِ كما كانت تؤازر السيد الأمين، بكلِّ فخرٍ وإباء.
إن المقاومة محفوظة برعاية الله، وبكفاءة كوادِرِها وبقيادة أمينها العام، وهي آخر ما تبقى من كرامة الأمتين العربية والإسلامية، والضمانة لبقاء مكونات مجتمعنا بكل طوائفه على قيد الحياة. وكل الناعقين بالعداء لها، لا يمثلون إلا التيارات الغريبة عن هاتين الأمتين، والغريبة عن أصالة الإسلام والمسيحية. وسماحة الأمين العام الشيخ نعيم قاسم هو خير من يمثل هذه القناعة وهذه الثقافة.
مقابل كل الأخطار والحروب التي تعصف بنا وتهدد وجودَنا، مسلمين ومسبحيين، إن خير ما تقوم به شعوب منطقتنا هو تكريس وجود الـم-قا-ومة وثقافة الـم-قا-ومة، بالقوانين والمواثيق، وبعقود العمل الاجتماعية، والاستراتيجيات الدفاعية الحقيقية المنبثقة من مصلحة شعوب المنطقة وليس من مصالح المبعوثين والمتدخلين لإخضاعنا، ولا بالقهر والمجازر والحروب التي يثيرونها ضدنا.
الجمعة 4 نيسان 2025